الولايات المتحدة الأمريكية :قوة عالمية
مقدمـة:
تمثل الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية فرضت هيمنتها في ميادين متعددة. - فما هي أسس قوتها؟- وأين تتجلى مظاهر هذه القوة؟
І – تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية قوة عالمية:
- اقتصاديا: تحتكر الولايات المتحدة الأمريكية ثلث المؤسسات الكبرى العالمية وتحقق نصف أرباحها وهذه المقاولات المتعددة الجنسيات تتركز فروعها بمختلف مناطق العالم. تعتبر الولايات المتحدة قوة عالمية فلاحيا وصناعيا وتجاريا، كما أن عملتها "الدولار" تستعمل في نصف المبادلات العالمية.
- ثقافيا: تأثير الثقافة الأمريكية غير محدود ف75% من الصور المشاهدة عالمية أمريكية بسبب انتشار أفلام هوليوود مما أدى إلى سيطرة نمط العيش الاستهلاكي وغزو البضائع الأمريكية (كوكاكولا، ماكدونالد...)لمختلف بلدان العالم.
- عسكريا: تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة عسكرية عالمية، كما أن قواعدها وأساطيلها تتمركز بمختلف مناطق العالم، وترتبط باتفاقيات عسكرية مع عدة الدول، كما تتدخل بشكل مباشر في أغلب النزاعات الإقليمية.
- تكنولوجيا: توفر الولايات المتحدة 61% من مجموع الإنتاج العالمي للمعلوميات سواء من حيث العتاد(الحواسيب: IBM - DELL- HP ) أو البرامج (مايكرسوفت).
ІІ – تتعدد مؤهلات قوة الولايات المتحدة الأمريكية:
المؤهلات البشرية
|
المؤهلات الطبيعية
|
المؤهلات التنظيمية
|
ارتفاع عدد السكان حوالي300م/ن
تدني نسبة البطالة حوالي7.4%
ارتفاع أمد الحياة 77.4 سنة
ارتفاع نسبة ساكنة المدن 87%
|
- سهول شاسعة - تربة خصبة - مناخ متنوع تساقطات كافية.
- ثروات طبيعية هائلة ومتنوعة من معادن ومصادر طاقة.
|
نجاعة التنظيم الرأسمالي المعتمد على
حرية الاستثمار والمنافسة وروح المبادرة الفردية.
التركيز الرأسمالي.
|
ІІІ – مظاهر القوة الأمريكية في الميدان الاقتصادي:
- في القطاع الفلاحي: تتنوع المنتوجات الفلاحية بالولايات المتحدة، حيث تحتل المراتب الأولى في إنتاج مجموعة من المزروعات كالذرة والقطن والقمح، كما تعتبر من بين أهم الدول في تربية الماشية. تستفيد الفلاحة الأمريكية من اندماجها مع باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى، حيث تكون معها قطاعا اقتصاديا مركبا يسمى "الأكروبيزنيس". ورغم هذه القوة فالفلاحة الأمريكية لا تشغل سوى 2.7% من السكان النشطين ولا تساهم إلا بنسبة 1.61% في الناتج الداخلي الخام.
- في القطاع الصناعي: تحتل الصناعة الأمريكية المرتبة الأولى عالميا في إنتاج النحاس، تكرير البترول والمواد الكيماوية، بالإضافة إلى المرتبة الثالثة في إنتاج الفولاذ وكذلك السيارات. تنتشر بالولايات المتحدة الأمريكية الصناعات الدقيقة التي تعرف تطورا مستمرا، وتوجد أهم مراكز إنتاج الصناعات الإلكترونية بمناطق الشمال الشرقي والجنوب والجنوب الغربي الذي يضم مجموعة وادي السيليكونالتي تعتبر أكبر تجمع للمقاولات المختصة في هذه الصناعات المعلوماتية.
- في قطاع المبادلات والخدمات: تهيمن الولايات المتحدة على نسبة مهمة من الاستثمارات العالمية، كما تستحوذ على نسبة مهمة من الصادرات الصناعية الصناعية والسلع والخدمات، كما أنها تستورد من مختلف مناطق العالم. مما جعلها تسيطر على حوالي نصف التجارة العالمية.
- مظاهر القوة في ميادين أخرى: تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة تكنولوجية. تتدخل الولايات المتحدة عسكريا في مختلف مناطق النزاعات وتجوب أساطيلها الكبرى مختلف البحار والمحيطات.
خاتمـة:
رغم المعيقات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي، فإن الولايات المتحد الأمريكية مازالت تعتبر أول قوة اقتصادية في العالم.
ملخص الدرس
І- يتميز اقتصاد الولايات المتحدة بتطوره:
ــ الفلاحة: يتميز الإنتاج الفلاحي بتنوعه ووفرته، إذ يحتل الرتبة الأولى عالميا في إنتاج الذرة والصويا، والثانية في القطن والبرتقال، والثالثة في القمح، وتوفر الولايات المتحدة 22% من الإنتاج العالمي من اللحوم و14%من الحليب.
ــ الصناعة: تتركز أهم المناطق الصناعية في الشرق، وتحتل الصدارة في مجال المعلوميات والابتكارات العلمية والصناعات البتروكيماوية والغذائية، وتنتج 19% من الإنتاج الصناعي العالمي.
ــ التجارة والاستثمارات الخارجية : ترتبط تجارة الولايات المتحدة أساسا بالدول المتقدمة مثل الاتحاد الأوربي واليابان وجنوب شرق آسيا، حيث تصدر 81% من المواد الصناعية وتستورد 69% منها، وتبلغ قيمة صادراتها أزيد من 1000 مليار دولار، وقيمة الواردات أزيد من 1350 مليار دولار، ومن جهة أخرى تستثمر الولايات المتحدة رساميل ضخمة في الخارج خصوصا بالدول المتقدمة (خريطة5 ص:113).
ІІ- يستفيد اقتصاد الولايات المتحدة من تنوع المؤهلات:
ــ الفلاحة: تستفيد من شساعة الأراضي الزراعية (21% من المساحة العامة) ووفرة التساقطات وتنوع المناخ، والاعتماد على التقنيات الحديثة من آلات وأسمدة ومبيدات والبحث العلمي، وتساهم الفلاحة في تطوير الاقتصاد باندماجها في القطاعين الثاني والثالث (مبيان ص:114) رغم أنها لا تشغل سوى 2.7% من النشيطين.
ــ الصناعة: تعتمد على وفرة الطاقة والمعادن، وتستفيد من مميزات النظام الرأسمالي القائم على وفرة الرساميل والتركيز الرأسمالي (الأفقي والعمودي والهولدينغ) وبذلك ظهرت مؤسسات صناعية كبرى متعددة الجنسيات تعتمد على المبادرة الحرة والمنافسة والبحث العلمي والتقنيات الحديثة ووفرة اليد العاملة المتخصصة، إذ تشغل الصناعة 24% من النشيطين.
ــ المبادلات التجارية: تستفيد من تنوع ووفرة طرق المواصلات البرية من سكك وطرق معبدة وأنابيب، وطرق جوية وأخرى بحرية ونهرية (جدول ص:115)، وإذا كانت قوة الإنتاج الصناعي والفلاحي تساهم في تطوير التجارة الخارجية، فإن ارتفاع الأجور يساهم في تنشيط التجارة الداخلية.
ІІІ- تعاني الولايات المتحدة من عدة مشاكل:
ــ طبيعية: يعاني شرق الولايات المتحدة من خطر الإعصارات القادمة من خليج المكسيك، وفيضانات نهر الميسيسيبي، إضافة إلى الأمطار الحمضية والمجاري الملوّثة الناجمة عن كثرة الصناعات الملوثة (خريطة ص:116)، أما الجزء الغربي فيعاني من جفاف المناخ.
ــ اقتصادية: تواجه الولايات المتحدة منافسة قوية من قبل اليابان والاتحاد الأوربي والصين في المجالات الصناعية والفلاحية والتجارية، مما ينجم عنه تضخم الإنتاج الصناعي والفلاحي وبالتالي عجز الميزان التجاري الذي ارتفع من 8 مليار دولار سنة 1997 إلى 45 مليار دولار سنة 2003 (مبيان ص:117).
ــ اجتماعية: تصل نسبة البطالة في المجتمع الأمريكي 5.2% من النشيطين، إضافة إلى ارتفاع نسبة السكان الذين يعيشون تحت عتبة الفقر خصوصا في الجنوب (خريطة ص:117) حيث يكثر السود، ومن جهة أخرى يعاني الهنود الحمر والسود من الميز العنصري.
ــ سياسية: تنجم عن استياء معظم شعوب العالم، خصوصا الإسلامية، من التدخل السياسي والعسكري للولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لكثير من البلدان بهدف حماية مصالحها الخارجية والمصالح الإسرائيلية بمنطقة الشرق الأوسط.
0 التعليقات:
إرسال تعليق