include data='blog' name='all-head-content'/> 9rayti bien: ابحاث
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ابحاث. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات ابحاث. إظهار كافة الرسائل

بحث حول العولمة

بحث حول العولمة

مدخل للموضوع :
هاهي الأحداث تتسارع ، و الأمم تتصارع ، و مع كل إشراقه تجلي لنا الأحداث شيئاً من أمرها ، و تبسط لنا الوقائع شيئا من خبرها ، و السعيد من عاش مع زمانه ، ووقف على ظواهره و أحداثه ، و تعلم مما سلف من أخبار الأقوام و الأمم .
فهذه ظاهرة من ظواهر الحياة و التاريخ نقف معها متأملين ، و لخبرها طالبين ، و من محاسنها آخذين ، و من مساوئها حذرين ، نعرضها على ميزاننا الثابت الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و من خلفه .
لننظر بعد هذا ماذا نعمل و كيف نعمل ، فالعولمة مع وضوحها للكثيرين ، إلا أنها لازالت مشوبة ببعض الغموض ، و هنا نجلي بعض الأمور عن هذه الظاهر لأستفيد منها أولاً ، و يستفيد منها من رام الفائدة فما كان من صواب فمن الله و حده ، و ما كان من خطأ فمن نفسي و من الشيطان .
تعريف العولمة لغة :
العولمة ثلاثي مزيد، يقال: عولمة، على وزن قولبة، واللفظ مشتق من العالم، والعالم جمع لا مفرد له كالجيش والنفر، وهو مشتق من العلامة على ما قيل، وقيل: مشتق من العِلم، وذلك على تفصيل مذكور في كتب اللغة.
فالعولمة كالرباعي في الشكل فهو يشبه (دحرجة) المصدر، لكن (دحرجة) رباعي منقول، أما (عولمة) فرباعي مخترع ـ إن صح التعبير ـ.
فإن هناك جماعة من اللغويين يقولون بجواز اختراع ألفاظ وكلمات في اللغة العربية على وزان الألفاظ والكلمات الموجودة فيها، كما يقولون بجواز الزيادة والنقيصة على حسب الزوائد أو النقائص اللغوية الأخرى، مثل: صرف الباب الثلاثي إلى باب الانفعال، أو التفعيل، أو المفاعلة، أو الاستفعال، وكذلك أبواب الرباعيات ونحوها، فإنه كما يقال: عولمة، يقال: تعولمنا، وتعولمتُ، وتعولمتِ البلاد وهكذا، من قبيل تدحرجنا، وتدحرجتُ، وتدحرجتِ الكُرات وما أشبه ذلك. و العولمة على ما سبق مشتق من العالم، أي: صرنا عالميين (1). 
و هذه الظاهرة اشتهرت بهذا اللفظ ، و إلا فلها مرادفات من الألفاظ قد أطلقها بعض العلماء على هذه الظاهرة و يرى د. صبري حافظ أن الصورة الجنينية الأولى لمصطلح العولمة هو تعبير "القرية الكونية " " Global village والذي صاغه مارشال ماكلوهان في أواخر الخمسينات، فقد اهتم ماكلوهان ببلورة فكرة تقليص سرعة حركة المعلومات للمسافات الجغرافية في كرتنا الأرضية التي تحولت إلى مجرد قرية واحدة يعرف كل شخص فيها ما يدور في أي مكان بها وعلاقة تغير مفهومنا للزمن وللمكان بتغير مفهومنا للثقافة وللإنسان ذاته، وبفتح آفاق جديدة أمام الإنسان بما يترتب عليها من بلورة لطاقات جديدة واقتحام لمجالات لم يسمع فيها وقع لقدم بشرية من قبل(2) . 
و هناك – كما أسلفنا – من ترجم هذه الكلمة " Global village" إلى غير العولمة ، و من هنا اختلفت التعاريف اللغوية لهذه الكلمة لدى المفكرين و الباحثين و الكتاب و تنوعت الصيغ في التعريف مثل :
-الكوننة أو الكونية نسبة إلى الكون ، وهو في العرف الفكري المعاصر : العالم المشهود بجماداته و نباتاته و *****اته و أناسيه .
-الكوكبية . نسبة إلى كوكب الأرض .
-العالمية : نسبة إلى العالم . وهو أيضاً في العرف الفكري : العالم المشهود .
-الكلوية : نسبة إلى الكل ، أي جميع الناس على هذه الأرض 
-و بعضهم ما زال يُسميها بالاسم الذي راج في أوائل التسعينات وهو: النظام العالمي الجديد 
-و هناك كثير من الكتاب يسمونها بوصف هو نتيجة حكم عليها لديهم وهو : الأمركة . (3)
تعريف العولمة اصطلاحا:
العولمة ظاهرة من الظواهر الكبرى ذات الأبعاد و التجليات المتعددة ، و الظواهر الكبرى توصف أكثر مما تُعرّف ، كما يقول أحد الفلاسفة : " إن كل ما ليس له تاريخ لا يمكن أن يُعرف تعريفاً مفيداً " و العولمة مما ينطبق عليه ذلك إلى حدٍ بعيد 
و لهذا كثرت تعاريف العولمة و أصبحت تمثل رؤى شخصية ، فكلٌ يُدلي بما عنده من العولمة ، و يصوغ ما يشاء من التعاريف بناء على مشاهداته و معلوماته عن هذه الظاهرة سواء التاريخية أو من خلال التجارب الشخصية .(4)
فعلى الرغم من كثرة الكتابات عن ظاهرة العولمة و و تنوع الأطروحات في الأساليب و المجالات ، التتي تتناول العولمة إلا أنها لا تزال غامضة لدى الكثيرين ، بل ينعكس قد الأمر فلا يزيد المثقفون الناس إلا تعمية بها .
ففي إبريل عام ( 1998م ) عقد مؤتمر فكري بالقاهرة لمدة خمسة أيام عن العولمة و قضايا الهوية الثقافية ، و على الرغم من البحوث و المداخلات الكثيرة إلا أن المؤتمر انتهى - كما تقول أحد التحقيقات عنه – و كل واحد يفهم العولمة بغير ما يفهمها الآخر ، و كل وقف عند فهمه و قد قال أحد المعلقين في المؤتمر : لقد خرجنا من المؤتمر بأسئلة أكثر مما دخلنا فيه ، و بحيرةٍ أكثر عن العولمة .(5)
و هنا يمكن أن نسوق عدداً من التعاريف التي قد تقرب الصورة ، و توضع بعض الملامح لهذه الظاهرة . حيث قيل من ضمن التعاريف :
-المجتمع الإسلامي الواحد ، و صيرورة العالم واحداً .
-أن يصب كلٌ في آخر .
-اختراق ثقافات الأمم الضعيفة و احتلالها من قبل ثقافات القوى الكبرى .
-التبادل الثقافي و التجاري و غيرها للتقارب و الاستفادة المتبادلة .
-سيادة النمط الغربي في الثقافة و الاقتصاد و الحكم و السياسة في المجتمعات البشرية كلها .
-تدفقات و موجات تخترق الحدود السياسية و الوطنية و الهياكل الاقتصادية و المقومات الثقافية و أنماط التفكير و السلوكيات الخاصة بالشعوب و الحضارات المختلفة .
-التداخل الواضح لأمور الاقتصاد و السياسة و الاجتماع و الثقافة دون اعتداد يُذكر للحدود السياسية للدول ذات السيادة و الانتماء إلى وطن محدد أو لدولة معينة ، أو دون حاجة إلى إجراءات حكومية .
-زيادة الارتباط المتبادل بين المجتمعات الإنسانية ، من خلال عمليات انتقال السلع و رؤوس الأموال و تقنيات الإنتاج و الأشخاص و المعلومات .
-نظام عالمي يقوم على العقل الإلكتروني و الثورة المعلوماتية القائمة على المعلومات و الإبداع التقني غير المحدود ، دون اعتبار للأنظمة و الحضارات و الثقافات و القيم و الحدود الجغرافية و السياسية القائمة في العالم .
فالتعاريف كثيرة ، و بجمعها تتبين لقارئ ملامحها أو قدراً كبيراً من ملامحها أو أهدافها ، يقول الأستاذ الدكتور عبدالرحمن الزنيدي :
غاية ما يمكن قوله هنا عن العولمة بصفتها ظاهرة معاصرة نعيشها في نهاية هذا العقد أنها : توجه و دعوة تهدف إلى صياغة حياة الناس لدى جميع الأمم و مختلف الدول وفق أساليب و مناهج موحدة بين البشر 
و إضعاف الأساليب و المناهج الخاصة ، و بالذات ما يُخالف تلك الصياغة "(69) و هذه الصياغة تتم عن طريق و سائل سنأتي عليها إن شاء الله في الحدث عن مظاهر العولمة .
نشأة العولمة و تطورها :
يرى الباحثون الذين تحدثوا عن نشأة العولمة أن العولمة عملية تراكمية ، أي أن هناك عولمات صغيره سبقت ومهدت للعولمة التي نشهدها اليوم ، والجديد فيها هو تزايد وتيرة تسارعها في الفترة الأخيرة بفضل تقدم وسائل الإعلام والاتصال ، ووسائل النقل والمواصلات والتقدم العلمي بشكل عام ، ومع ذلك فهي لم تكتمل بعد .
و إن أي نشاط يقوم به الإنسان فإنه يعتبر نشاطاً عولمي بوصفٍ ما أو بمقياسٍ ما ، و لهذا لم يُجزم ببداية لهذه الظاهرة فيما سلف ، و لكنهم يشيرون إلى محطاتٍ تاريخية في أحداث ووقائع تجلت فيها حركة العولمة ، و لعلنا نذكر هذه المحطات على وجه الإجمال :
أولاً : كان العرب في الماضي هم المطورون الأوائل لأنظمة المتاجرة عبر البلدان ، و كان المقر الرئيس لذلك النشاط هو منطقة الخليج ، و كان يتمركز في جزيرة هرمز . و قد استمرت هذه الحال إلى نحوٍ من عام 1600م ، لكن البرتغاليين قاموا خلال القرن الخامس عشر ببرامج بحث و تطوير في التقانة البحرية في ( ساجرس ) و كان الهدف لذلك البرنامج بناء أسطول بحري يتم فيه تحدي نظام المتاجرة الدولي الذي يهيمن عليه العرب ، و قد نجح البرتغاليون في صنع السفينة العابرة للمحيطات و التي بإمكانها عبور المحيط الأطلسى ، كما أن بإمكانها حمل مئة قطعة مدفعية و إطلاق نيرانها .
و آذنت هذه التقانة البحرية الجديدة ببدء عصر الاكتشافات الجديدة ، فقد حققت اوروبا في عام 1500م تعادلاً تقانيا مع العرب ، إلا أن ميزان القوة بين الطرفين منذ ذلك الحين أخذ يتقوض بسرعة بسبب سلسلة من التقدمات العلمية و التقانية الأوروبية ، مثل إحلال قوة البخار محل قوة العضلات ، و اكتشاف توليد الطاقة الكهربائية و نحوها .
حتى اطرد نمو الهيمنة الغربية خلال القرون الخمس الماضية باستثناء حقب قصيرة . و كانت تلك الهيمنة إبان الاستعمار العسكري للدول الضعيفة في أوج قوتها كما جرى في القرن التاسع عشر و النصف الأول من القرن العشرين ، و هذا إيذان بأن قيادة العولمة أصبح في أيدي الغرب 
ثانيا: لما انتهت الحرب العالمية الثانية عام 1945م كانت قد خلفت آثاراً تعد منعطفا مهماً في تاريخ العولمة ، إذ أنه بدا واضحاً أن الهيمنة الحقيقية لا ينبغي أن تكون عسكرية ، و إنما ثقافية و اقتصادية . و هذا ما سينتج عنه في النهاية هيمنة سياسية شاملة لكل المناحي . و من هنا تم وضع الخطط لتجاوز النتائج المأساوية التي نتجت عن الحرب العالمية الثانية .
و قد بذلت الولايات المتحدة الأمريكية في تلك الحقبة و بين عامي 1948-1951 أكثر من اثني عشر مليار دولار من أجل إعادة بناء الدول الصناعية الغربية و اليابان و عبر مشروع (مارشال)(7)، و لم يكن هذا كرماً ذاتياً من الولايات المتحدة الأمريكية ، و لكنها كانت ترى بعداً في هذا البذل سيتحقق لها ، وهو أنها ستجعل من أوروبا و اليابان جزء من سوق مفتوحة تساعدهم فيها على استيراد المصنوعات الأمريكية ، و إيجاد فرص للاستثمار ، بالإضافة إعادة تنظيم العلاقات النقدية و أسعار الصرف ووسائل الدفع الدولية , و قد تمثل ذلك بظهور (البنك الدولي) و (صندوق النقد الدولي) .
و من هنا عدَّ بعض الباحثين أوساط عقد الأربعينيات الحقبة التي وضع فيها حجر الأساس لعولمة أطلسية . و قد سعت أمريكا إلى تسييد أصحاب الأعمال و إضعاف التكتلات العالمية .
ثالثاً : من المؤكد أنه لم يكن معترفاً بالعولمة في الدوائر العلمية على أنها مفهوم له أهميته قبل عقد الثمانينيات ، مع أنها كانت تستخدم على نحوٍ متقطع ، أما خلال النصف الثاني من ذلك العقد ، فقد اختلف الأمر حيث أعلن (جورباتشوف)(8)عن قيام ثورة التغيير و إعادة البناء و هذا يعني عند التحقيق انهيار الاتحاد السوفييتي سياسياً و اقتصادياً ، كياناً و نفوذا ، كما أنه كان يعني اتجاه الخصم العنيد للغرب خطوات واسعة نحو المنهجية الغربية في السياسة و الاقتصاد ، و كان ذلك في كل المعايير انتصاراً لليبرالية و الرأسمالية . و تلا ذلك سقوط (جدار برلين) عام 1989م و أخذت الدول التي كانت تشكل (حلف وارسو) تنضم الواحدة تلو الأخرى إلى الحلف الأطلسي . و بعضها مازال يطرق الأبواب و لما يفتح له .
و تبع ذلك انهيار أسوار عالية كانت تحتمي بها الأسواق في الصين و أوروبا الشرقية و روسيا ، و صار انتقال الأفكار و أنماط العيش و رؤوس الأموال و الخبرات التنظيمية و التقنية أكثر سهولة ، و أوسع مدى من أي مرحلة سابقة 
و هذه المرحلة الأخيرة مازالت مستمرة ، فيها يتعمق استخدام مصطلح (العولمة) و يكتسب معانٍ ودلالات جديدة عند بزوغ كل شمس .
من يقود العولمة في العالم اليوم ?
إن قيادة العولمة تتم على نحو جوهري من قبل الغرب و من يتحرك في فلكه في الأصل ، ثم عند التأمل نجد أن الدافع الأول و المحرك الحقيقي لهذه الظاهرة هي أمريكا ، فلها الساعد الأقوى في دفع حركات العولمة .
و سبب ذلك هو ما عند الغرب من ثورات و براءات اختراق و رؤوس أموال ضخمة ، في حين انحسار هذه المظاهر بشكل عام في العالم الإسلامي ، فالأمة التي تسهم بشكل أكبر هي الأمة التي تصنع و تملك و هذا متحقق عند الغرب واقعاً ملموساً .
و هو عند أمريكا بشكل أكبر و لهذا يرى كثير من الباحثين أن ما يُسمى بـ(العولمة) ، ينبغي أن يُسمى (أمركة) ، حيث إن الذي يسيطر على قرارات المنظمات السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية الدولية هي الولايات المتحدة الأمريكية ، لأن صوتها هو الأعلى ، و ما تمليه ينفذ ، و الثقافة الشعبية الأمريكية هي الأقوى و الأسرع انتشارا في العالم .
لم يكن هذا الدور القيادي ( عالمياً) ضرب من ضروب الصدف ، و لكنه أتى بعد محاولات لاستغلال الظروف و الأحداث من قبل الساسة الأمريكان إبّان التنافس على الصدارة ، حيث كان في العالم قطبان للسياسة العالمية : واشنطن ، و موسكو ، و لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تفرّدت واشنطن بالقيادة ، إضافة إلى مشروع ( مارشال ) فتحقق لهذا بعد هذا نشاط سياسي و اقتصادي و ثقافي .
أهداف العولمة :
" الهدف الظاهر من العولمة هو خدمة البشرية و توحيد مصيرها بإزالة الحواجز بينها ، و إشاعة القيم الإنسانية في عالمها ، و حماية هذه القيم من إهدارها حتى ولو كان من قبل الدولة ، و مقاومة الرقابة التي تحد من قيمة الإنسان في حركته الاقتصادية أو تلقي معلوماته .
هذا هو الهدف الظاهر المعلن .
لكن إذا تركنا الجانب التطبيقي منها الآن و وقفنا مع الجانب المنطقي ، فإن أقرب الأسئلة بداهة هو : من يا ترى الذي سيحدد معايير القيم و مواصفاتها ؟ و من الذي سيرسم مساراتها التنظيمية في الاقتصاد و القضايا الاجتماعية و الفكر ؟ بلفظٍ جامع : من الذي سيوجهه هذه العولمة .؟
ذكرنا فيما مضى أن مصدر هذه العولمة هي أوروبا ، و بالدرجة الأولى و الفاعلة ( أمريكا ) أي : أنها هي القوة الكبرى الغربية و باقي العالم دوره التلقي .
و عليه : فإن هذه العولمة ستكون مصبوغة بالصبغة الغربية ، فلسفة و نمط حياة ، ليس هذا مجرد استنباط بل هو الحقيقة المعلنة ، إن العولمة هي العولمة لليبرالية الغربية التي تمثل - كما يتصورون – أنضج المذاهب البشرية الآن التي انتهى إليها التاريخ كما يقول فوكوياما ، و يقول ديفد روشكوبف الأستاذ في جامعة كولومبيا و المسئول السابق في حكومة كلينتون : " يذهب العديد من المراقبين إلى استغلال الفرص التي خلفتها الثورة المعلوماتية الكونية للترويج للثقافة الأمريكية على حساب الثقافات الأخرى وهو شيء بغيض ، لكن هذا الأمر من النسبة أمر خطر بقدر ماهو خاطئ " . و بعد أن يُبرز وجهته يؤكــد أنه : "يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية ألا تتردد في الترويج لقيمها ، و في سعيهم ألا يكونوا سياسيين أو مهذبين ، ينبغي على الأمريكيين حقيقة أنه بين كل الأمم التي عرفها تاريخ العالم ، فإن أمهتم هي الأكثر عدلاً و الأكثر تسامحاً و الأكثر حرصاً على إعادة تقييم الذات و تحسينها ، و هي النموذج الأفضل للمستقبل .
و يتعين على الأمريكيين أن يروجوا لرؤيتهم للعالم لأن الفشل في القيام بذلك أو تبني موقف (عش ودع غيرك يعيش) يعنيان التنحي ، فهل تبني قادة أجانب لنماذج تشجع النزعة الانفصالية و الصدوع الثقافية التي تقوض الاستقرار يمثل تهديداً للولايات المتحدة الأمريكية ، و للسلام الإقليمي و للأسواق الأمريكية و لقدرة الولايات المتحدة الأمريكية على القيادة ؟ إن الإجابة هي : نعم بالتأكيد " (9)
و كما ستكون مصبوغة بالصبغة الغربية ، كذلك فإن مسالك العولمة ستفصل و تحدد أنماطها بحسب ما يحقق مصالح تلك القوى و يحفظ لها موقعها المتفوق و ريادتها الحضارية ، و يُبقي عالم الضعفاء أتباعا مهمشين منجذبين - من أنفسهم أو من سلطة العولمة – نحو التبعية لتلك القوى .
و هذه التبعية مسألة منطقية في عالم تحكمه المصالح و الفلسفة البراجماتية النفعية ، و بالذات في مثل أمريكا التي تقوم فلسفة على حكمها المصلحية ولو ضحى في سبيلها بأشياء كثيرة من القيم و المعاهدات التي يلتف عليها ، و هذا الأسلوب المصلحي لا يتناقض - كما يقول مؤلفا كتاب : فخ العولمة – " مع التقاليد السائدة في أمريكا ، فالزاعم القائل بأن أمريكا تساعد العالم في حل مشكلاته حبا للخير لوجه الله لا غير ، هو زعم باطل أصلاً ، فبغض النظر عما بينهما من اختلافات لا تحقق حكومات الولايات المتحدة منذ قديم الزمان إلا ما نره يخدم مصلحتها القومية " .(10)
مظاهر العولمة :
لا شك أن نظام العولمة قد فرض نفسه ووجوده وبسط نفوذه بفعل عوامل عدة ساعدته في ذلك خاصة ما يتعلق بالوسائل التكنولوجية الحديثة مثل الأقمار الاصطناعية وشبكة الإنترنت والقنوات الفضائية والحواسب وغير ذلك من وسائل الاتصال والتواصل المتعددة التي لا يخفى علينا مدى أهميتها القصوى في العصر الحاضر في التقريب بين الشعوب والدول والأمم والحضارات.ولم تنج البلاد العربية والإسلامية كباقي دول العالم من زحف العولمة وآثارها، وقد عمد الغرب إلى التغلغل فيها من أجل تحقيق أهدافه وأغراضه السياسية والاقتصادية والثقافية... ولا غرو أن تعد العولمة شكلاً جديداً من أشكال الاستعمار الغربي الحديث الذي يستهدف من ورائها بسط نفوذه وهمينته على الدول العربية والإسلامية وشعوبها وخيراتها وإمكاناتها الطبيعية والاقتصادية والمادية.(11)
أهم مظاهر العولمة ما يلي :
المجال الاقتصادي
لما أنشئت منظمات و مؤتمرات تُعنى بالاقتصاد العالمي كمنظمة (الجات) ثم (منظمة التجارة العالمية) كانت العولمة لها نفوذ على تلك المنظمات ، و تمكنت من توجيهها وفق أجنتدها التي تريد إخضاع الشعوب لها ، فالعولمة الاقتصادية مظهر من مظاهر العولمة ، و لذا ينطبق عليها ما ذكرناه من تنافر بين الهدف الذي حدده مبتغوا العولمة ، و بين ما يمكن أن يُطبق منطقاً و عقلاً .
و بعد قيام تلك المنظمات ، و السعي لتحقيق العولمة الاقتصادية تستجد أمور توهن من شأن هذه الفكرة و مدى تحقيقها و هي :
-أن العلاقات بين الدول و الشركات ستكون علاقات تنافس و صراع على اقتناص الأرباح و سباق الآخرين .
-أن السبق و الغلبة ثم الهيمنة هي للأقوى اقتصادياً ، و الاندحار و من ثم الانهيار من نصيب الضعفاء اقتصادياً .
-أن الاقتصاد ليس مجرد تبادلات ما دية معزولة عن المشاعر ، فحينما يتوحد أناس في ظل منظومة اقتصادية معينة ، و تتداخل مصالحهم تقوم مشاعر الولاء و الامتزاج بالآخر الذي ارتبطت به بعض مصالحهم حتى لو كانت مصالح هو المغلوب فيها .
-هذه الفلسفة هي التي كان يرمي بها شمعون بيريز في مشروعه الشرق أوسطي حيث برهن على أن الحروب هي أسوأ وسائل السيطرة ، بل إن السيطرة الحقيقية تكون بالاقتصاد و التكنولوجيا و العلم ، و أن دول الشرق الأوسط قد أنفقت الكثير على الحروب و الدمار و لا بد أن نكسر الحواجز النفسية لوضع منظومة اقتصادية يرتبط بها الجميع.(12)
و قد تمكنت الولايات المتحدة من إقامة مؤسسات اقتصادية رأسمالية عي نطاق عالمي مثل : البنك الدولي و صندوق النقد الدولي و اتفاقية الجات ، إضافة إلى عشرات الاتفاقيات التجارية الثنائية أو متعددة الأطراف مع مختلف دول العالم . (13) 
المجال السياسي و العسكري
اعتمدت الولايات المتحدة سياسة التحالفات بعد الحرب العالمية الثانية ، و كثير من تلك التحالفات تم من أعداء سابقين مثل اليابان و كوريا ، و تهدف تلك التحالفات منع أي قوة تهدد المصالح الأمريكية ، فهي تبحث عن خصوم القوة التي تتوقع منها تهديداً في المستقبل ، و تدعم أولئك الخصوم على نحو ما فعلت حين دعمت حلف شمال الأطلسي ضد الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة ، و كما دعمت اليابان و تايوان و كوريا الجنوبية ضد القوتين السوفييتية و الصينية ، و زرعت اليهود في فلسطين المحتلة ، ليكونوا في مواجهة العرب و المسلمين ، و قد استخدمت مواردها المالية الضخمة في إيجاد حلفاء لها ، يُعتمد عليهم و مشروع ( مارشال ) و الاستثمارات الضخمة جنوب شرق آسيا و المساعدات الخارجية للدول الصديقة نماذج على ذلك .
المجال الديني:
يقول هنتجتون (14) : " مشكلة الغرب الخطيرة هي الإسلام ، الثقافة المختلفة التي يقتنع أصحابها بتفوق ثقافتهم " و قد ذكر أن الحل لاختراق هذه الثقافة إجراء حوار بين الحضارات و ذلك لاحتواء الاختلافات الموجودة بين الإسلام و الثقافة الغربية .
و هذا الهدف ليس جديداً مع العولمة ولا مع الحوارات الحضارية و الدينية ، بل هو قديم منذ أن كان الاستعمار يرعى حملات التنصير التي كان هدفها كما قرره المنصر : (زويمر)(15) و كما رصده (هاملتون جب) (16) هو إذابة مشاعر التقديس لدى المسلم للقرآن و السنة النبوية ، ليصبح فكره و نفسه مفتوحة لتقبل الروح الغربية في معارفها الاجتماعية و قيمها و نظمها ، أو على الأقل لتقطع صلته بدينه فيصبح " مخلوقاً لا صلة له بالله تائها في الحياة ، تتحكم به شهواته فيسهل استعباده "(17) .
--------------------------
(1) موقع منبر التربية مقال للباحث : علي عبده علي الألمعي .
(2) العولمة " تاريخ المصطلح و مفهومه " در اسة :عبد المجيد راشد . بحث في كتيب الكتروني . 
(3) العولمة الغربية و الصحوة الإسلامية ص 15 
(4) العولمة للدكتور عبدالكريم بكار ص11
(5) العولمة الغربية و الصحوة الإسلامية ص6
(6) العولمة الغربية و الصحوة الإسلامية ص 17
(7) مشروع مارشال هو المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي .
(8) ميخائيل جورباتشوف آخر رئيس للإتحاد السوفييتي، ولد سنة (1931)م، أمين عام الحزب الشيوعي، ورئيس الاتحاد السوفييتي سنة (1985)م خلفاً لتشرنينكو.
(9) الإسلام و العولمة – مجموعة مفكرين الدار القومية العربية ص 13-14
(10) فخ العولمة ،هانز مارتين ، وهارولد شومان ، ترجمة عدنان عباس علي ، ضمن سلسلة عالم المعرفة بالكويت ص 389
(11) مقال للأستاذ عمر الرماش - موقع مجلة الفرقان - 
(12) العولمة حلقة في تطور آليات السيطرة – خالد أبو الفتوح ، مجلة البيان ، ذو الحجة 1419هـ ، صل 97 
(13) للاستزادة انظر إلى بحث بعنوان : منظمة التجارة العالمية والعولمة الاقتصادية ، د. محمد بن سعود العصيمي ، موقع البيان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] 
(14)أستاذ علوم سياسية اشتهر بتحليله للعلاقة بين العسكر والحكومة المدنية، وبحوثه في انقلابات الدول، ثم أطروحته بأن اللاعبين السياسيين المركزيين في القرن الحادي والعشرين سيكونوا الحضارات وليس الدول القومية. كما استحوذ على الانتباه لتحليله للمخاطر على الولايات المتحدة التي تشكلها الهجرة المعاصرة. درس في جامعة يال، وهو أستاذ بجامعة هارفارد.
(15) صموئيل مارنيوس زويمر، مُنصر أمريكي، ولد بولاية ميشجان الأمريكية سنة (1284هـ) رسم قسيساً في سنة (1306)هـ بدأ عمله كمنصر سنة (1308)هـ، كانت منطقة الخليج العربي هي ميدان نشاطه، قضى فيها إحدى وعشرين سنة، وأصبح رئيس المنصرين في منطقة الشرق الأوسط سنة (1330)هـ.
(16)كاتب و مؤرخ بريطاني . 
(17) كلام للقس زويمر في مؤتمر المنصرين .
و الدعوة الغربية لهذه الحوارات بين الأديان و الحضارات تهدف إلى خدمة خطة العولمة ، سواء كانت في معاهد و مراكز أو لقاءات فكرية سواء كان المشاركون في هذه المؤتمرات يعون دورهم الحقيقي ، أو كانوا مجتهدين في طلب الحسنى في مشاركاتهم .
إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : حوار الأديان

بحث حول موضوع :  حوار الأديان




إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : La pollution

بحث حول موضوع :  La pollution


بحث حول موضوع :  La pollution



إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : الرشوة

بحث حول موضوع :  الرشوة



بحث حول موضوع :  الرشوة



إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : المهن التقليدية

بحث حول موضوع :  المهن التقليدية

بحث حول موضوع :  المهن التقليدية



إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : أضرار التدخين

بحث حول موضوع :  أضرار التدخين


إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : الغلاف الجوي

بحث حول موضوع : الغلاف الجوي


بحث حول موضوع : الغلاف الجوي
 
إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول موضوع : استعمار المغرب

بحث حول موضوع : استعمار المغرب

إقرأ المزيد bloggeradsenseo

موضوع حول حوادث السير بالمغرب

موضوع حول حوادث السير بالمغرب



حوادث السير بالمغرب حرب تقتل أزيد من ثلاثة آلاف مغربي كل سنة، وتخلف آلاف المآسي الأسرية والاجتماعية، فضلا عن التكاليف المالية والاقتصادية، في الوجه الآخر للصورة تبقى نتائج الحملات والحرب المعلنة باستمرار ضد حوادث السير بدون نتائج حاسمة ما دامت دوامة القتل مستمرة.

موضوع حول حوادث السير بالمغرب
مضى على إحداث اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير أزيد من عقدين من الزمن، ومنذ الوصلة التحسيسية الشهيرة، في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، التي كانت تظهر الممثلة ثريا جبران تضرب فخذيها وهي تصيح "أناري جابها ف راسو"، ما زالت رؤوس المغاربة تتشظى بالآلاف، بما يطرح أسئلة محيرة حول خصومتهم الدائمة لقانون السير، وحول هذا الإصرار لديهم على قتل الذات والآخر.
يحتل المغرب مرتبة متقدمة في السلبية، فهو في الرتبة السادسة عالميا في نسبة حوادث السير، حسب التصنيف الدولي لعام 2005، وحدد الإحصاء السنوي الصادر عن اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير لعام 2004 عدد الحوادث في 51 ألفا و687 حادثة سير مات فيها فيها 3894 شخصا، وأصيب 13 ألفا و479 آخرون إصابات بالغة، بينما أصيب 66 ألفا و571 بإصابات خفيفة.
أما الخسائر الاقتصادية المترتبة عن حوادث السير فتقدر بحوالي 15 مليار درهم لعام 2004، وتبدي شركات التأمين انزعاجا من تصاعد أرقام التعويضات المالية التي تسددها عن الحوادث، وقد بلغت ثلاثة ملايير و21 مليون درهم خلال عام واحد.

وتلخص الأدبيات المرتبطة بحوادث السير أسباب الكارثة عادة في مظاهر تكاد تكون محض تقنية ترتبط بالعاملين البشري والميكانيكي، وهكذا تكون الأسباب الرئيسية لحوادث السير تتلخص في عدم التحكم في القيادة، وتقصير الراجلين والسائقين في اليقظة، وعدم احترام أسبقية المرور، والسياق في حالة سكر، بالإضافة إلى الإفراط في السرعة، وعدم احترام إشارات المرور.

أما العوامل غير البشرية فيجري حصرها في الحالة الميكانيكة للسيارات وفي الحالة السيئة لشبكة الطرق، وكأن هذين المعطيين مستقلين عن إرادة الإنسان،إن التشخيص قلما ينفذ إلى عمق المشكل المتمثل في كيفية تَمثّل السائق والراجل ورجل الأمن ومختلف المتدخلين لقانون السير، وللقانون عموما، بما يحيل، في نهاية التحليل، على موضوع المواطنة ودولة القانون كإطار لتنظيم العلاقات على أساس احترام المبدأ الأولي المتمثل في الحق في الحياة.

على مستوى التشريع لا يبدو أن المغرب يشكو من فراغ أو نقص في النصوص، بالنظر إلى ترسانة الإجراءات الحديثة الرامية للحد من ارتفاع الحوادث القاتلة، مثل إجبارية حزام السلامة داخل المناطق الحضرية وخارجها، ومنع استعمال الهاتف المحمول أثناء قيادة السيارة.
كم سائق يمر كل يوم أمام شرطي المرور وهو مستغرق في مكالمة وفي الوقت نفسه مطمئن إلى الإفلات من تبعات المخالفة؟ فإذا كانت المراقبة قد بدأت ترسخ تقليد الالتزام بحزام السلامة فإن الهاتف المحمول ما زال "خارج التغطية" في سلوك السائقين كما في رد فعل القيمين على فرض احترام قانون السير.

وفي انتظار إقرار مشرع القانون الجديد للسير الذي سيعرض على البرلمان في شهر أبريل المقبل تتلمس مصالح المراقبة طريق التكنولوجيا الحديثة لسد الثغرات المرتبطة بالسلوك البشري، في تجربة تقوم على وضع 150 من الرادرات الثابتة مجهزة بكاميرات وتقنية رقمية لالتقاط الصور وتخزين المعطيات المتعلقة بالسيارة المخالفة، وهي تقنية معتمدة منذ سنوات في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي.
إلا أن النتائج تظل رهينة بمدى تشبع مستعملي الطرق والمراقبين بمبدأ احترام القانون وبروح المواطنة، كمرجعية عامة مؤطرة للسلوك، وقد لا يتأخر المغاربة في إبداع تسمية ساخرة للراردار الثابت، كما أطلقوا من قبل على شرطة القرب اسم "كرواتيا" او"الزريرقة"
أما طلبة الجامعات، في أوائل الثمانينات من القرن الماضي، فقد كانت المرجعية السياسية حاضرة لديهم بقوة في وضعهم الحرس الجامعي في مكانة طائرة "أواكس" الأميركية ذات الوظيفة التجسسية.
تبرز المعاينة اليومية وبرامج التحسيس العلاقة المتوترة بين قانون السير ومستعملي الطريق، علاقة تقوم على الخوف أكثر من الاحترام والإمتثال، وتجعل من شرطي المرور في تصور السائق رقيبا مزعجا، بما يحول القانون، الذي تتمثل وظيفته الأصلية في الحماية، إلى أداة للعقاب، لدرجة أن المخالف يفضل دفع "التدويرة" على أداء الغرامة القانونية، ليساهم في تكريس سلوك الخرق وتغييب السلوك المواطن.
يجسد خرق قانون السير، من طرف مستعمل الطريق الواقع تحت طائلته، كما من جانب القيم على فرض احترامه، استخفافا بالقانون عامة واستهانة بالحق في الحياة، وفي ظل استمرار حصاد الأرواح تظهر الحاجة إلى مواكبة جهود الحرب على حرب الطرق بمقاربة لا تقتصر على المعالجة التقنية بقدر ما تنصرف إلى "الأعلى"، وتشمل المدرسة والأسرة والأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني، بما ينمي ثقافة المواطنة لإخراج علاقة المواطن بالقانون من منطق الخوف والزجر والتحايل إلى نطاق الاحترام.
إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول البيئة

بحث حول البيئة
               



                            


       البيئه

هي الطبيعة ،بما فيها من أحياء وغير أحياء أي العالم من حولنا فوق الأرض. وعلم البيئة هو العلم الذي يحاول الإجابة عن بعض التساؤلات عن كيف تعمل الطبيعة وكيف تتعامل الكائنات الحية مع الأحياء الآخرين أو مع الوسط المحيط بها سواء الكيماوي أو الطبيعي . وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي. لهذا نجد النظام البيئي يتكون من مكونات حية وأخري ميتة أو جامدة. فعلم البيئة هو دراسة الكائنات الحية وعلاقتها بما حولها ةتأثيرها علاقتنا بالأرض . والنظام البيئي هو كل العوامل الغير حية والمجتمعات الجية للأنواع في منطقة ما. والطبيعة تقوم تلقائيا بعملية التدوير للأشياء التي إستعملت لتعيدها لأشياء نافعة . و سلسلة الطعام فوق الأرض وهي صورة لإظهار تدفق الطاقة الغذائية في البيئة, ففيها تتوجه الطعام من كائن لآخر ليعطي طاقة للحيوان الذي يهضم الطعام وكل سلسلة طعام تبدأ بالشمس . والحيوانات بما فيها الإنسان لايمكنها صنع غذائها . فلهذا لابد أن تحصل علي طافاتها من النباتات أو الحيوانات الأخرى. لهذا تعتبر الحيوانات مستهلكة . وفي نهاية حياة الحيوان تحلله بواسطة الميكروبات والنباتات أيضا ليصبحا جزءا من الأرض بالتربة ليمتصها النباتات من جديد لصتع غذاء جديد. وهذا ما نسميه سلسلة الغذاء.
ومن العوامل الطبيعية في النظام البيئي ولها تأثيرها ضوء الشمس والظل ومتوسط الحرارة والتوزيع الجغرافي والرياح والإرتفاعات والمنخفضات وطبيعة التربة والمياه .ومن العوامل الكيماوية المؤثرة علي النظام البيئي مستوي المياه والهواء في التربة ومعدل ذوبان المغذيات النباتية في التربة والمياه ووجود المواد السامة بهما وملوحة المياه للبيئة البحرية والأكسجين الذائب بها.
الإنسان و البيئة
فالإنسان مرهون ببيئته بل ومرتبط بها إرتباطا وثيقا لو إختل هذا الرباط إختلت موازين البشر واعتلت صحتهم وانتابهم الأسقام والأوجاع والأمراض المزمنة . لهذا حفاظه علي البيئة فيه حفاظ له وللأجيال من بعده بما يحمله من موروث جيني ورث له من أسلافه وتوارثت معه الأحياء مورثاتها منذ ملايين السنين وحافظت لنا البيئة علي هذه المورثات حملتها أجيال تعاقبت وراءها أجيال حتي آلت إلينا.
ومع تطور وسائل النقل والمواصلات والإتصالات تحققت للإنسان العلاقات الإقتصادية المتبادلة بعدما كان يعيش في مناطق منعزلة أو متباعدة . فمع هذا التطور تحققت الوحدة الإقتصادية والبيئية. وظهر مفهوم التنسيق التعويضي بين الدول من خلال تبادل أو شراء السلع والمحاصيل


والتقنيات والمواد الخام والثروات الطبيعية. لهذا نجد المجاعات العالمية قد تكون لأسباب إقتصادية أو سياسية تؤدي في كثير من الأحيان إلي الحروب حيث يعزف الفلاحون عن زراعة أراضيهم مما يقلل الإنتاج الزراعي والحيواني أ و ينصرف العمال عن مصانعهم المستهدفة مما يقلل الإنتاج الصناعي . وهذا التوقف النشاطي الزراعي والصناعي يؤثر في الأقاليم التي تدور بها الحرب أولا أو علي العالم بأسره كما في الحروب العالمية . كما يؤثر علي حركة التجارة العالمية وهذا سبب سياسي . لأن بعض الدول تتعرض نتيجة الحروب الأهلية أو الإقليمية أو العالمية للحصار أو يمنع عنها وصول الطعام تستنفد مخزونها منه كما حدث في بريطانيا بالحرب العالمية الثانية رغم وفرة إنتاجه في مستعمراتها . ولم تقو علي إسيراده بسبب ظروف الحرب العالمية الثانية مما عرضها وعرض أوربا للمجاعة . لأن السفن والشاحنات وخطوط السكك الحديدية والموانيء كانت تقصف . كما أدت النفقات الباهظة علي الحرب إلي العجز في ميزان الدول المتحاربة مما جعلها لاتقوي علي شراء الطعام من مصادره . كما أن الجفاف الغير عادي الذي يجتاح مناطق من الأرض وبشكل متلاحق نتيجة التغير في الظروف المناخية يولد القحط والمجاعة . مما يقلل إنتاجية القمح والأرز والشعيروالذرة في مناطق الإنتاج ا لشاسعة علي فترات متتابعة . وهذه الحبوب يعيش عليها الإنسان والحيوان 


إقرأ المزيد bloggeradsenseo

بحث حول المخدرات وانواعها وكيفية الوقاية منها

بحث حول المخدرات وانواعها وكيفية الوقاية منها


المخدرات وانواعها طرق الوقاية منها


تعريف المخدرات :هي كل ماده يترتب علي تناولها انهاك للجسم وتاثير علي العقل حتي تذهبه 
المخدرات الطبيعية هي: كل ما يوخذ من النباتات الطبيعية التي تحتوي علي مواد مخدره سواء كانت نبته بريه آي تنبت دون زراعة أو نباتات تمت زراعتها ومنها القات - الكوكا - الخشخاش - القنب الهندي 
المخدرات التصنيعية هي : مخدرات اصلها نباتات مخدره طبيعية ولكن عولجت بمعامل كيمائية واستخرجت منها مواد مخدره بطريقه كيميائية ومنها المورفين - الهروين - الكوديين
المخدرات التخليقية هي : مخدرات تمت جميع مراحل صنعها في المعامل من مواد كيميائية لا يدخل أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية وان كانت تحدث آثارا مشابهة للمخدرات الطبيعية خاصة حاله الإدمان ومنها مهيجات الجهاز العصبي ,ومنشطات الجهاز العصبي , والمهلوسات
الهروين من اخطر أنواع المخدرات حيث يتم استخراجه بطريقة كيمائية وذلك من مخدر الأفيون وتكمن خطورته في سرعة إدمان المتعاطي علية إضافة آلي الوفاة نتيجة جرعه زائدة منه
الأفيون من المخدرات الطبيعية يتم استخراجه من نبات الخشخاش ويستخرج من الأفيون بعض أنواع المخدرات مثل المورفين والهروين ويعتبر الأفيون من اقدم أنواع المخدرات 
شجره الخشخاش ويتم استخراج مخدر الأفيون منها عن طريق تشريط الثمرة ويتم جمع المادة منها في الفجر وبعدها يتم الحصول علي مخدر الأفيون
الحبوب المخدرة بمختلف انو أعها منها المهلوسه والمهبطة والمخدرة حيث يتم تصنيع هذه الحبوب بمختلف انو أعها ولها إضرار كثيره 

عوامل انتشار المخدرات

أكد علماء الاجتماع والنفس ورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات علي أن أهم عوامل انتشار المخدرات ترجع آلي :

مجالس السوء :
تسري العدوى بين رفقاء السوء إذا كان فكرهم خاليا من الأيمان بالله والخلق السليم وكذلك ضغوط الجماعة وتأثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكون في سيئ الأفعال ومنها تعاطي المخدرات

التربية المنزلية الفاسدة :
بسبب الخلافات الزوجية وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات وإهمال الأطفال وتفكك الآسرة وضعف الأشراف الأبوي يدفع الأبناء لتعاطي المخدرات
(الإخفاق في الحياة )
بسبب العجز عن مواجهة ظروف الحياة ومسئوليتها وتسلل اليأس آلي الشخص الذي يدفعه آلي الهروب فيتجه آلي المخدرات والشعور بالسلبية في المجتمع والهامش يه الاجتماعية تدفع الشباب لتعاطي المخدرات

البطـــالــــــــــــــة :
من العوامل المباشرة للانحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الآمر الذي يدفع العاطل آلي الاتجاه للمخدرات بغرض الهروب من الواقع والشعور بالإحباط
(التقليد والمحاكاة والتفاخر)
بين الشباب في سن المراهقة المتأخرة وبداية سن الشباب حيث تبين اغلب الدراسات الاجتماعية وضبطيات رجال مكافحة المخدرات آن اغلب المتعاطين من الشباب بغرض حب الاستطلاع والتجريب

الهـــجـــرة :
وما يتبعها من ضغوط في الحياة الجديدة آو التأثير بالحضارة الجديدة دفع البعض آلي تعاطي المخدرات آما بغرض الاسترخاء أو بغرض مجاره المجتمع الذي يعيش فيه الشخص وكذلك دخول بعض الجنسيات الاجنبية الي المجتمع ورغبة هذه الجنسيات في الثراء مما يدفعها الي الاتجار في المخدرات



الآثار الناتجة عن تعاطي المخدرات


الاضرار الامنيه:
يودي انتشار المخدرات وتفشيها بين أفراد المجتمع في بعض الحالات آلي انحراف بعض الموظفين القائمين بالخدمات العامة للعمل بتجاره المخدرات رغبة في الثراء السريع آو من اجل الحصول علي رشاوى لقاء سكوتهم علي مرور المواد المخدرة وفي بعض الحالات يحاول العدو الحصول علي أسرار الدول العسكرية عن طريق دفع المسئولين للتعاطي واستخلاص المعلومات منهم كما انه في بعض الإحالات يتم نشر المواد المخدرة من اجل أضعاف نفوس الشباب وجعلهم عاجزين عن العمل وتحطيم الروح المعنوية لديهم

الاضرارالاجتماعية:
تعتبر الآسرة هي اللبنة في كل مجتمع والمخدرات تلحق أضرار جسيمة في ألا سره حيث يكون المدمن منعزل عن العالم وبالتالي يهمل آسرته و تربية أبنائه كما أنة ينفق الكثير من اجل الحصول عن المواد المخدرة وبالتالي يتم أنفاق مبلغ كبير كان من الأفضل أنفاقه علي احتياجات ألا سره وبالتالي يتشرد الأبناء وقد يدفع ذلك الأبناء آلي السرقة والتشرد والدعارة من اجل الحصول علي المال
الاضرار الاقتصادية:
يؤثر تعاطي المخدرات علي الاقتصاد بدرجة كبيره حيث آن المتعاطي يصرف ما يحصل علية من دخل من اجل الحصول علي المخدرات وهذه الأموال تهرب آلي الخارج وبالتالي يضعف الاقتصاد في الدول كما آن المتعاطي يفقد الكثير من قوته الجسمية والعقلية من جراء تعاطي المخدرات فيودي ذلك آلي ضعف انتاجةمما يؤثر علي الاقتصاد الوطني كما آن الدولة تصرف الكثير من اجل مكافحة المخدرات عن طريق بناء المصحات لعلاج المتعاطين كما آن الدول تصرف الكثير لبناء السجون والمحاكم والمبالغ التي تصرف علي المسجونين في قضايا المخدرات نجد انه كان من الأفضل صرف هذه المبالغ الطائله في تطوير الدول


طرق الوقاية والعلاج

استغلال وسائل الأعلام في توعية الجماهير بالأضرار الجسمية والنفسية الناتجة عن الإدمان 
التوسع في العيادات النفسية وتزويدها بالأخصائيين الاجتماعيين والنفسانين توفير الحياة الآمنة والمستقرة وهذا يودي آلي عزوفهم عن تعاطي المخدرات 
قيام الدول بمنع دخول المخدرات مهما كلفها من ثمن وتجنيد أجهزتها العملية والعلمية في نشر الوعي الصحي 
إنشاء المصحات العلاجية وكسر القيود التي تعترض أعمالها تشجيع المدمن ماديا وعلاجيا وترغيبه في العلاج 
تربية النش تربية قائمة علي كتاب الله وسنه النبي محمد صلي الله عليه وسلم
إقرأ المزيد bloggeradsenseo
È
9rayti bien © 2014. All lefts Reserved. Powered by 9rayti-bien
Top